أخر الاخبار

خطورة ارتفاع ضغط الدم الانقباضي وأعراضه وتشخيصه

 ما هو ارتفاع ضغط الدم الانقباضي؟ وما مدى خطورته؟ وهل ينتشر بين الكبار أم الشباب؟ وما الذي يسببه؟ وهل تظهر أعراض على المريض أم يقتله بصمت؟ تابع المقال لمعرفة المزيد عن ضغط الدم الانقباضي أو ما يسمى بضغط الدم الانقباضي المعزول.

صورة توضح ارتفاع ضغط الدم الانقباضي

تشير بعض الدراسات والأبحاث إلى أن علاج ارتفاع ضغط الدم الانقباضي يعطي نتائج فعالة، حيث يؤدي العلاج إلى الآتي:

  • انخفاض الوفيات بشكل عام بنسبة ١٣%.
  • الحد من الوفيات بسبب أمراض القلب والشرايين بنسبة ١٨%.
  • كما تنخفض الوفيات الناتجة عن السكتة الدماغية بنسبة ٣٠%.
  •  انخفاض الوفيات الناتجة عن أمراض الشرايين التاجية بنسبة ٢٣%.

تعريف ارتفاع ضغط الدم الانقباضي

ضغط الدم الانقباضي هو القيمة الأولى عند قياس ضغط الدم؛ حيث إنه الصوت الأول الذي يسمعه الطبيب أو مَن يقوم بقياس الضغط. ويمثل ارتفاع ضغط الدم الانقباضي ضغط الدم على الشرايين بسبب انقباض القلب وضخه للدم.

إن قيمة ضغط الدم الطبيعية تكون أقل من أو تساوي ٨٠/١٢٠ ملليمتر زئبقي.

تحدث الإصابة بارتفاع ضغط الدم الانقباضي عند ارتفاع ضغط الدم الانقباضي لأكثر من ١٤٠ ملليمتر زئبقي وانخفاض ضغط الدم الانبساطي لأقل من ٩٠ ملليمتر زئبقي.

هل تظهر أعراض على مريض ارتفاع ضغط الدم الانقباضي؟

لا تظهر أعراضًا توضح الإصابة بهذا المرض في أول الأمر ومع مرور الوقت تتضرر الأعضاء الداخلية، ويحدث الآتي:

  • الصداع.
  • قصر النفس.
  • ألم الصدر.
  • مشكلات الرؤية.

أسباب ارتفاع ضغط الدم الانقباضي

تفقد الشرايين المرونة مع التقدم في العمر نتيجة تراكم الكالسيوم والكولاحين على جدار الأوعية الدموية، وترتفع قيمة ضغط الانقباضي اكتر من ضغط الدم الانبساطي.

كما تزيد هذه الحالات المرضية من ارتفاع ضغط الدم الانقباضي:

  • فرط نشاط الغدة الدرقية: حيث تُفرَز هرمونات الغدة بإفراط مسببة ارتفاع ضغط الدم الانقباضي.
  • قصور الغدة الدرقية.
  • مرض السكري.
  • أمراض الكلى المزمنة.
  • قصور الشريان الأبهر.
  • مشكلات في صمامات القلب.
  • أمراض الأطراف المزمنة.
  • مرض باجيت الذي يصيب العظام.
  • الأنيميا: تنقص كريات الدم الحمراء، مما يتسبب في قلة الأوكسجين المتجه إلى أعضاء الجسم المختلفة. ويدفع ذلك القلب إلى زيادة ضربات القلب عن المعدل الطبيعي، ويؤدي هذا إلى تدمير الأوعية الدموية.
  • توقف التنفس أثناء النوم: ترتخي عضلات الحلق خلال النوم، ويتبعه إغلاق مجرى التنفس ثم تعود عملية التنفس إلى الوضع الطبيعي. وينتج عن هذا ارتفاع ضغط الدم.

ما مدى انتشاره بين  الشباب وكبار السن؟

يعاني ١٥% من كبار السن الذين تزيد أعمارهم عن ٦٠ عامًا من ارتفاع ضغط الدم الانقباضي.

كما ينتشر أيضًا بين الشباب للأسباب التالية:

  •  ارتفاع مؤشر كتلة الجسم لما يزيد عن ٣٠.
  • التدخين.
  • عدم اتباع عادات صحية تخص الغذاء.

يشكل ارتفاع ضغط الدم الانقباضي خطورة على الأمريكيين الأفارقة وعلى ٣٠% من النساء اللاتي تزيد أعمارهن عن ٦٥ عامًا. كما يزداد بين الرجال فوق ٦٥ عامًا بمعدل ٢٠%.

تشخيص ارتفاع ضغط الدم الانقباضي

يجب التشخيص المبكر لهذا المرض؛ لأنه قد يؤدي إلى تدمير الأعضاء الداخلية أو الوفاة في حالة إهمال علاجه.

يتم التشخيص بعدة خطوات يتَّبِعها الطبيب:

 التساؤل عن التاريخ المرضي 

  • يسأل الطبيب المختص المريض عن مدى استخدامه لمضادات الالتهاب غير الستيرويدية، مثل: الإيبوبروفين.
  • كما يتساءل عن تناول أدوية الكورتيكوستيرويد والأستروجين والكوكايين.
  • التساؤل عما إن كان المريض مدخناً أم لا.
  • معرفة ما إذا كان المريض يعاني من السكري.
  • السمنة.
  • النظام الغذائي المُتبَع.
  • مدى الالتزام بالأنشطة الرياضية.

الفحص الفيزيائي

يتبع الطبيب الخطوات التي ستُذكَر الآن لقياس ضغط الدم بدقة:

  • استرخاء المريض لمدة خمس دقائق قبل القياس.
  • جلوسه على كرسي ممدداً قدميه على الأرض وظهره مستقيم.
  • وضع اليد على سطح مستوي وتكون موازية للصدر والقلب.
  • اختيار حجم الكفة المناسب.
  • قياس ضغط الدم مرتين إلى ثلاث مرات على فترات متباعدة.

علاج ارتفاع ضغط الدم الانقباضي

تختلف طريقة العلاج بناءً على مدى ارتفاع ضغط الدم، إليك طرق العلاج:
  • ضغط الدم المرتفع: قيمة ضغط الدم الانقباضي بين ١٢٠-١٢٩ وضغط الدم الانبساطي أقل من ٨٠، لا يحتاج المرضى في هذه الحالة إلى تناول أدوية بل عليهم القيام بتعديل نظام الحياة. ويتم تقييم الحالة خلال ثلاثة أشهر.
  • المرحلة الأولى من ارتفاع ضغط الدم الانقباضي: تكون قيمة ضغط الدم الانقباضي بين ١٣٠-١٣٩ والانبساطي بين ٨٠-٨٩. في حال لم يعاني المريض من تصلب الشرايين، لا يتناول أدوية، ويحافظ على تغيير أنماط حياته. ويتم تقييم الحالة كما في الأعلى. أما من يعانون من تصلب الشرايين، يصف الطبيب أقراصًا لخفض ضغط الدم، ويقيم الطبيب الحالة خلال شهر.
  • المرحلة الثانية من ارتفاع ضغط الدم: في هذه الحالة، ضغط الدم الانقباضي أعلى من ١٣٩ وضغط الدم الانبساطي أقل من ٨٩، يعطي الطبيب المختص أقراصًا مع تقييم الحالة خلال شهر.
  • نوبات ارتفاع ضغط الدم: عند ارتفاع ضغط الدم الانقباضي للقراءة ١٨٠ أو أكثر، وتحتاج الحالة إلى الذهاب إلى المشفى في الحال.

أدوية لخفض ضغط الدم الانقباضي

يجب مراعاة أن الدواء الذي يتناوله المرضى لا يسبب هبوطًا شديداً لضغط الدم الانبساطي.

يبدأ الأطباء بوصف نوع واحد من أدوية ارتفاع ضغط الدم، ويتم زيادة الجرعة عند الحاجة مع مراعاة عدم إضافة دواء جديد إلى خطة العلاج إلا بعد الوصول إلى أقصى جرعة من الدواء الحالى.

أنواع الأدوية:
  • مدارات البول الثيازيدية: تعمل على إخراج الماء والملح الزائد من الجسم، مثل: كلوروثاليدون، وإنديباميد.
  • حاصرات قنوات الكالسيوم: تساعد على توسيع الأوعية الدموية،مثل: أملوديبين، ونيفيديبين.
  • مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتينسين: مثل: راميبريل، وليسينوبريل.
  • حاصرات مستقبلات الأنجيوتينسين: مثل: لوسارتان، وفالسارتان.
تشير الدراسات والأبحاث أن مدرات البول الثيازيدية وحاصرات قنوات الكالسيوم الخيار الأول لعلاج ارتفاع ضغط الدم الانقباضي. وينتج عن استخدامهما تقليل خطر السكتة الدماغية والمضاعفات الأخرى.

إذا احتاج الأطباء الدمج بين نوعين؛ يفضل دمج مدرات البول الثيازيدية وحاصرات قنوات الكالسيوم.

تستخدم مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتينسين وحاصرات مستقبلات الأنجيوتينسين للمرضى الذين يعانون من الأمراض التالية، لكن لا يتم الجمع بينهما:
  • القلب.
  • احتشاء عضلة القلب.
  • السكر.
  • أمراض الكلى المزمنة.

ضبط نمط الحياة لعلاج ارتفاع ضغط الدم الانقباضي

يتم ذلك بالطرق التالية:
  • عدم الإسراف عند إضافة الملح إلى الطعام بهدف إمداد الجسم بمعدل ١,٥ جرام من الملح يوميا. وتشير الدراسات أن تقليل الملح في الطعام يسبب انخفاض ضغط الدم بمعدل ٢,٨/٤,٨ ملليمتر زئبقي.
  • تناول أكلات صحية تتكون من الفواكه والخضروات والأسماك والحبوب الكاملة والبروتينات الخالية من الدهون. وتخفض ضغط الدم بمعدل ٤/٦.
  • الحفاظ على إمداد الجسم بالبوتاسيوم من مصادره الطبيعية، مثل: الموز.
  • يساعد القيام بالتمارين بمعدل  ١٥٠ دقيقة في الأسبوع على خفض ضغط الدم بنسبة ٣/٤.
  • يسبب فقدان ٤٥, كيلوجرامًا من الوزن انخفاض ضغط الدم بمعدل ١ ملليمتر زئبقي، ولذلك يتوجب على مريض ارتفاع ضغط الدم الانقباضي الإسراع إلى التخلص من السمنة.
  • الامتناع عن تناول الكحول.
  • الإقلاع عن التدخين.
  • التحكم في التوتر والبعد عما يزعج المريض ويقلقه، ويساعده على ذلك تمارين الاسترخاء والتأمل.

خطورة ارتفاع ضغط الدم الانقباضي

يسبب إهمال علاج ارتفاع ضغط الدم الانقباضي مضاعفات للمرضى، مثل:

  • السكتة الدماغية: تنتج عن تدمير الأوعية الدموية بالدماغ.
  • احتشاء العضلة القلبية.
  • السكتة القلبية: لأن ارتفاع ضغط الدم الانقباضي يؤدي إلى ضعف عضلة القلب.
  • أمراض الكلى.
  • اعتلال الشبكية بل ويصل الأمر أحيانًا إلى فقدان البصر.
  • تمدد الأوعية الدموية.
  • الضعف الجنسي.
كما تتفق كل أنواع ارتفاع ضغط الدم في أنها تؤدي إلى تدمير الشرايين من الداخل، ولذا يتراكم الكوليستيرول في تلك الأماكن المتضررة. وينتج عن ذلك طبقة البلاك التي تؤدي إلى انسداد الشرايين؛ مما يمنع الأوكسجين من الذهاب إلى الأعضاء الحيوية.

هل يمكن الوقاية من ارتفاع ضغط الدم الانقباضي؟

يتمكن بعض الأشخاص من تجنب الإصابة بارتفاع ضغط الدم الانقباضي عند اتباع بعض النصائح والتحذيرات التالية:
  • التحكم في مستويات الكوليسترول بالدم بالفحص المنتظم وتناول الدواء اللازم.
  • محاولة إبقاء سكر الدم تحت السيطرة.
  • تقليل مؤشر كتلة الجسم لأقل من ٣٠.
  • تجنب الأطعمة المعلبة، حيث تحتوي على الملح والدهون بكثرة.
  • إجراء بعض الأنشطة الرياضية البسيطة.
  • الإقلاع عن التدخين.
المصادر 
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK482472/

https://www.webmd.com/hypertension-high-blood-pressure/isolated-systolic-hypertension

https://www.healthline.com/health/heart-disease/high-systolic-blood-pressure

https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/24666-isolated-systolic-hypertension
د/ فاطمة عبدالمجيد
بواسطة : د/ فاطمة عبدالمجيد
صيدلانية وكاتبة محتوى طبي على موقع تنوير طبي، أسعى إلى كتابة مقالات بجودة عالية، ومراعاة البحث عن أحدث المعلومات في المجال الطبي، وعرضها بأسلوب بسيط حتى يستطيع فهمها كافة المجتمع العربي.
تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -